جمع كلام العلماء في حكم المصافحة وقول تقبل الله بعد الفراغ من الصلاة مباشرة
الحافظ ابن كثير- العثيمين - محمد ناصر الدين الألباني – اللجنة الدائمة
_________________________________
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " انتهى
"تفسير ابن كثير" (7 / 278-279(
_________________________________
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما رأى فضيلتكم في المصافحة وقول " تقبل الله " بعد الفراغ من الصلاة مباشرة ؟
فأجاب بقوله : " لا أصل للمصافحة ، ولا لقول ، " تقبل الله " بعد الفراغ من الصلاة ، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 / 171(
وسئل أيضا :
هناك من الناس من يزيد في الأذكار بعد الصلاة كقول بعضهم : " تقبل الله " أو قولهم بعد الوضوء " زمزم " فما تعليقكم حفظكم الله تعالى ؟
فأجاب بقوله : " هذا ليس من الذكر ، بل هذا من الدعاء إذا فرغ وقال : " تقبل الله منك " ومع ذلك لا نرى أن يفعلها الإنسان ، لا بعد الوضوء ، ولا بعد الصلاة ، ولا بعد الشرب من ماء زمزم ؛ لأن مثل هذه الأمور إذا فعلت لربما تتخذ سنة فتكون مشروعة بغير علم " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 / 211) .
تنبيه . على أنه ينبغي التنبه إلى الحكمة والرفق في بيان مثل هذه الأمور التي يخفى ما فيها على كثير من الناس ، لاعتقاده أن ذلك دعاء مجرد ، وأنه لا يدخل في باب البدع ، فمن حسن الأدب في مثل ذلك أن تجيب دعاءه لك ، بأن تدعو أنت له ، أو تقول له جزاك الله خيرا ، أو نحو ذلك ، ثم تبين له برفق السنة في مثل ذلك .
روى الترمذي (2738) عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ .
قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَأَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ) . حسنه الألباني .
فانظر : كيف أن ابن عمر رضي الله عنهما بين له أن مثل هذا القول ليس منكرا في حد ذاته ، وإنما المنكر ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم والأخذ به ، أو اعتياده كما تعتاد السنة .
وتأمل رفقه بالمخطئ ، وتأليفه لقلبه ، مع تنبيهه على موضع السنة في ذلك المقام .
___________________________________
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 17633(
س: عندنا إذا أنهى المصلون صلاة الجماعة يقول المصلي لأخيه أو للمصلي الذي قربه: ( تقبل الله صلاتك )، فيرد عليه قائلاً: تقبل الله صلاتنا وصلاة المؤمنين جميعًا. فما قولكم في ذلك؟
ج: التزام قول المصلي بعد السلام لمن بجواره تقبل الله ليس مشروعًا، بل ذلك من البدع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
___________________________________
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
سئل في سلسلة الهدى والنور الشريط 130 السؤال الأول
هل قول المصلي لأخيه بعد انتهاء الصلاة : تقبل الله أو يقبل الله مشروع صحيح .؟
إذا كان السؤال من الناحية العربية اللغوية فلا فرق ,ولكن ما أظن أن السؤال يتعلق من الناحية العربية .
وإذا كان السؤال كما أظن من الناحية الشرعية , فكل هذه صور لا أصل لها في السنة .
لأن من الناحية العربية إذا قال قائل تقبل الله ,مثل يتقبل الله .
تقبل الله في الماضي ,كما يقول القائل بالنسبة للميت المسلم رحمه الله ,أو يقول يرحمهم الله .
فكلاهما بمعنى واحد , كذلك إذا قال رحم الله فلانا ,بمعنى اللهم ما ارحم فلانا لأن هذا جملة دعائية .
وذلك (كلمة غير واضحة ) الدعاء بالتقبل للصلاة من الناحية العربية كلها تؤدي غرضا واحدا .
لكن الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم طيلة حياته المباركة التي عاش وهو يصلي بالناس إماما ويعلمهم الصلاة وهو القائل كما نعلم جميعا (صلوا كما رأيتموني أصلي ) ما جاء عنه إطلاقا أنه قال يوما لأصحابه تقبل الله أو يتقبل الله أو الله يتقبل منكم .
كما أن العكس لم ينقل أي أن أحدا من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام قال له شيئا من هذه الألقاب الثلاثة .
كل ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا توجيها منه إلى أصحابه ولا توجيها من أصحابه إليه .
ولعلكم تعلمون قول الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان يخطب به في الناس خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ولذلك السنة أن المصلي إذا انتهى من الصلاة ,وكان لم يلقى أحد المصلين من قبل ,السنة أن يسلم عليه وأن يصافحه .
أما دخل اثنان فأكثر المسجد ثم خرجوا مع بعض فيقول أحدهم للآخر تقبل الله منك فهذا كما قلنا لم يرد في السنة إطلاقا .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الرد على البعض ممن يمنع المصافحة والدعاء لاخيه المسلم بقول ثواب الصلاة وغيره
RépondreSupprimerالمصافحة سنة والدعاء لاخيك هو من الخير
حكم المصافحة عقب الصلاة بين المصلين والدعاء بقول تقبل الله
قال الإمام النووي [ ت 676 هـ ] في " المجموع " كتاب الصلاة ، باب صفة الصلاة ، التشهد الأخير فرض في الصلاة ، فرع المصافحة المعتادة بعد صلاتي الصبح والعصر:" وأما هذه المصافحة المعتادة بعد صلاتي الصبح والعصر فقد ذكر الشيخ الإمام أبو محمد بن عبد السلام رحمه الله أنها من البدع المباحة ولا توصف بكراهة ولا استحباب ، وهذا الذي قاله حسن ، والمختار أن يقال : إن صافح من كان معه قبل الصلاة فمباحة كما ذكرنا ، وإن صافح من لم يكن معه قبلها فمستحبة ؛ لأن المصافحة عند اللقاء سنة بالإجماع للأحاديث الصحيحة في ذلك".
وقال في " الأذكار " كتاب السلام، والاستئذان وتشميت العاطس وما يتعلق بها ، بابُ في مسائل تتفرّعُ على السَّلام : " واعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء ، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر فلا أصل له في الشرع على هذا الوجه ، ولكن لا بأس به ؛ فإن أصل المصافحة سُنَّة ، وكونُهم حافظوا عليها في بعض الأحوال وفرَّطوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها لا يُخْرِجُ ذلك البعضَ عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها " ا هـ ، ثم نقل عن الإمام العز بن عبد السلام [ ت 660 هـ ] أن المصافحة عَقِيبَ الصبح والعصر من البدع المباحة .اهـ
وكلمة- تقبل الله- يقولها بعض الناس بعد الصلاة ويقصدون بها الدعاء بأن يتقبل الله من المصلي صلاته أو الصائم صيامه أو من قام بعمل يرجو من الله قبوله هذا العمل، وبالتالي فهي كلمة جائزة لأنه يقصد بها الدعاء، وهي من الكلام الطيب والدعاء للآخر، ولا يوجد منه مانع لأننا أمرنا بالدعاء جملة لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }[غافر:60].
ولقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بالدعاء له؛ فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لِي، وَقَالَ:" لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ"، رواه أبو داوود في سننه، بل لقد طلب منا من ناحية الدعاء أن يدعو كل مسلم لأخيه المسلم فقال صلى الله عليه وسلم:" من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"، رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم، .
وأما الإمام الشربيني الشافعي فقد قال في الإقناع تتمة: قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلاما في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة،
وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطلاعه على ذلك بأنها مشروعة، واحتج له بأن البيهقي عقد لذلك بابا فقال: باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض في العيد: تقبل الله منا ومنك، وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة لكن مجموعها يحتج به في مثل ذلك،
ثم قال: ويحتج لعموم التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه طلحة بن عبيد الله فهنأه)أ.هـ
ومما تقدم يعلم أنه لا مانع من هذه مثل هذه الكلمات، وخصوصا أن الناس يقولونها من باب الدعاء وليس على أنها من سنن الصلاة وهيأتها بل مجرد دعاء، وباب الدعاء واسع في الشرع، ولا ينبغي أن تأخذ هذه المسائل أكبر من حجمها فمن قالها رد عليه بكلمة طيبة مثلها،
وقل زدني علما اللهم بارك لنا في ديننا ودنيانا امييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين
RépondreSupprimer